عيش حياتك بما فيهـــــا ولاتـخــــــف مــن ساكنيهـــــــا
ولا تستسلم وتيأس وتنهزم وكـن انـت البـطل فيهــــــــــا
ان كان الناس ذئبـــــــــا فـكـن انـت الاســـــــــد فيهــــــا
وان كــانت حربـــــــــا عـليـك ان تكـــــون حاميهــــــــــا
وان كــــــــــانت سلمــــــا فكــــــــن انــــــت باديهـــــــــا
فلو كانت الكرامة اوالـموت فمت موفوع الراس فيهــــا
إمتلأت ملامح وجهه بـ الصدمه واعتلى جسده قهرا ومذلة
الان بعد ان اصبح في سن المراهقه يعلم ان امه ليست متوفيه كما قيل له منذ مولده
لاشئ يصف شعوره الان ، كل ما يفكر فيه ان والده حرمه من امه وجعله يربى عند زوجة ابيه ليلاقي الوانا من العذاب مختلفة
ولكن مع كل ذلك لم يكره اباه بل انه مازال يبره اكثر من اخوته البقية والذين كبروا بحضن امهم وابيهم
لم يستطع ان ينتظر اكثر سآفر عند امه التي سكنت ملامحها السعادة بمكوثه عندها و تناسى حزنه الماضي بمعرفته بـ امه واخوته الاخرين
لكنه يبقى مختلف عن جميع اخوته لم يربى بحضن امه وابيه كما فعلوآ
لم يعاقب احد سوى نفسه .. اصبح عدوائي اناني قأسي وانقلب من ذلك الشخص الهادىء الخجول الى شخص آخر يهدد ويتحدى ويتوعد بعد ان شعر بالمهانة والذل
كبر وانهى دراسته الجامعيه عند امه وتزوج من يحبهآ ويعشقها وبعد فتره من زواجهم اصبح شرسأ يصعب العيش معه
وتطلقا ولكن سريعا عآدا لبعض بعد اكتشافه ان زوجته كانت تحمل طفلته وبعد 3 سنوات اصبح لديهم بنت وولد يشابهان القمر
لكن محمد لم يتغير ولم يسنح للزمن ان يغير طباعه الانتقاميه وسلوكه السيئ اخذ يزداد حدة كل يوم واصبح اقسى من الماضي بكثير
اصبح ينهال على زوجته بالضرب والسب ولكن مابيدها شئ سوى ان تتحمل من اجل اطفالها هكذا هي عاطفة الام وكآن اكبرهم سعد الذي كان بـ عمر المراهقه فكان يتفنن بتعذيبه لجعل حياته جحيما كأنه يريده ان يعيش نفس الذي مر به وهو بعمره فكم ليلة سهر بالبرد القاسي بعدما طرده والده وكم عانى من حروق تلهب جسده لمجرد خطأ بسيط وفي ليلة نسي ان يمسح سيارة والده فلم يكن من محمد الا ان اخذه من يده الصغيرة وبوجهه النقي مسح سيارته فاي مذلة عانها ذاك الصغير واي قسوة اب عاش في كنفها
صبر سعد وصآر كل همه ان يتخرج من الثآنويه ليحصل على ادنى وظيفة يصرف منها على امه واخوته وينقذهم من النار التي تلهبهم
ومرت السنوات وانهى سعد الثانويه لكنه لم يجد تلك الوظيفة التي يحلم بها فاضطر للسفر لمدينه ثانيه مستحملا عناء الغربة والسفر يبحث عن وظيفه من اجل اهله
وان الله لايضيع اجر الصابرين وفقه ربه وتوظف بوظيفه كآن ادنى بكثير مما يريد وراتبها لايسد من المصاريف الا القليل لكنه صبر وكآفح وكان يعمل بكل جهده ويدرس حتى ينهي دراسته الجامعية ، عآنى الكثير جسديآ ونفسيآ والم الغربه لكنه صبر وكآن قريب من ربه
كآنت هموم الدنيا تحده من كل الاتجاهات والده وامه واخوته وعمله ودراسته والغربه والوحده
وحبيبة قلبه ابنة خالته التي تقدم لخطبتها وكان يتمناها من كل قلبه كآن يبكي ليلا ويدعو ربه بساعات الليل المتأخرة ان لايحرمه من حلمه الوحيد حبيبته ، وما اقسى دمعة الرجل لم يرده ربه خائبا
صبر سعد ومرت عدة سنوات وانهى دراسته الجامعيه بتفوق عالي واصبحت الشركات الكبرى تبحث عنه وعن امثاله فتوظف بوظيفة مرموقه جدا
وكآن مقربا من مديره كثيرا وكآن الجميع يحبه لاخلاقه الجميله وسلوكه الحسن ونور الايمان الذي ينير قلبه
وذات يوم فاجأه مديره وهو يقول اريدك زوجآ لابنتي ..!
لن اجد رجلا مثل اخلاقك وطيبة قلبك .. ابتسم سعد وقال له وانا لن اجد اجمل من نسبكم ولكني يعتريني الاسف بشدة لمطلبك سيدي فانا احب
ابنة خالتي وقريبا سوف اتزوجها
لم يغير ذلك شيئآ من مكانة سعد لدى مديره بل اصبح ذراعه الايمن
والان سعد لديه وظيفه مرموقه وتزوج حبيبته ولديه طفلة كالماسة وحآلته الماديه بحاله جيده وبار بوالديه
ومحبوب لدى الجميع ..
ولاتنظر الى الامس بحسرة بل قل غدا ساكون اليهــــا
ولا تنسى وتذكر دومــــــــــا تجربة تعبت في تخطيهــــا
حتى اذا واجهتـك ثانيــــــــة تعرف كيـــــف تفاديهـــــــــا
فالحيـــــاة مهما كــانت مرة ستجد فيهـا ما يحليهـــــــا
ويجعلك مرة اخرى تبـتسـم ويجعل الامل طريقا لك فيها
همسه...~
في قصتي حبيت اوضح فيها لكثير من الشباب في هاليومين
اللي يعانوا ظروف صعبه او اب قاسي او ام قاسيه ...الخ
ويختاروا اسهل طريق اللي هو الانحراف واصدقاء السوء لمعاقبة انفسهم قبل كل شئ
وانا جمعت حالتين بقصه وحده الاب وسعد
كيف الاب اختار ان يعاقب نفسه ويجعل حياة عائلته جحيما
وسعد رغم انه عانى اكثر من ابيه الا انه صبر وناضل بالحياة لاجل امه واخوته
وكان الله بقربه دآئما واعطاه كل اللي يبيه ووفقه